(هذا الشّعر المرتبك مثلي هو ما يختلج صدري المثقل منذ زمن ولادتي بالأسئلة لذلك لا تمرّوا أمامه إلاّ حفاة كي تحسّوا وخز ذرّات التّراب و أصلكم)...
عندما أموت..
و قبل أن تغسّلوا جسدي
عفّروني بالتّراب
انثروا أجزاءه فوق رأسي
و قبل أن تلبسوني ثوب الموت
أذكروا الموت
و لا تنسوا قصّتي
و وصيّتي
و بعض رسائلي
و العذاب
لا تنسوا أنّي كنت بينكم
رجلا حاضرا غائبا كالسّراب
وعندما أموت
لا تقولوا مات أو رحل
لا تقولوا ذا الأجل
مات هكذا فجأة دون وداع
لا تفتروا على الموت
لا تقولوا به علّة
لا تفتروا على الغائبين
و قبل أن تضعوا جثّتي في قبري
لا تنسوا اسم الله
قولوا باسم الله
لا تعجلوا كي تواروني التّراب
انظروا إليّ بحبّ
أمعنوا فيّ النّظر
و استلهموا من نهايتي
ها قناديل الدّموع
لا تبكي أمّي
فالحزن في عينيك يربكني
من بين كلّ المشّيعين
أرى عينيك حزنى
كسحابة شتاء مثقلة
لا تبك أمّي
عندما أموت
و عندما أموت
صلّوا عليّ أنتم
آخر صلاة
يحضرها جسدي الفارغ من روحه
ثمّ اشهدوا أنّي كنت
و قد متّ
الآن لم أعد
لن أعود
و لن أكون
عندما أموت سأراكم
راحلين مثلما رحلت
فلا تبكوني و ابكوا أنفسكم
فأنتم أحقّ بالرّثاء منّي
و النّهابير تحفّكم من كلّ صوب